الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فتدوين الحديث النبوي مرَّ بمراحل، ابتداء من عصر الصحابة، فقد دوّن بعضهم ما حفظ عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فهم أول من كتب الحديث، غير أنه لم يصل إلينا من ذلك شيء.
وفي خلافة عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- كتب إلى جماعة أن يجمعوا حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكان جمع الحديث في تلك الفترة مختلطاً بأقوال الصحابة وفتاوى التابعين.
وما زال الأمر كذلك حتى رأى بعض العلماء أن يفرد حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على نهج آخر، فصنف عبيد الله بن موسى مسنداً، وصنف مسدد البصري مسنداً، وكذلك فعل أسد بن موسى، ونعيم بن حماد الخزاعي.
ونهج المسانيد أن يُفرد أحاديث كل صحابي على انفراد. ثم اقتفى الحفاظ آثار هؤلاء.
وأما أول من صنف في الحديث الصحيح المجرد، فهو الإمام البخاري كما هو مقرر عند علماء المصطلح.
والله أعلم.