الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحمد لله الذي مَنَّ عليك بالهداية، ولزوم طريق الحق، ونسأله سبحانه أن يتم نعمته عليك، ويرزقك الثبات حتى الممات، وانظر منزلة المتمسك بدينه في أيام الفتن في الفتويين التاليتين: 58011 - 63743.
وأما ما تجده من أسرتك من عدم تقبُّلٍ لسلوكك الناشئ عن تديُّنك، فسببه مخالفة ما ألِفوه، واعتادوه من أنماط الحياة البعيدة عن التمسك بشرع رب العالمين، ولا يلزم أن يكون ذلك كُرهًا في التديُّن في ذاته.
وعلى كل، فالواجب عليك مع تمسكك بشعائر الإسلام أن تترفق بأسرتك، وتشفق عليهم، وأن تُحسِن إليهم، وأن تصبر على ما قد يصيبك منهم من أذى، أو تطاول، وأن تدعو الله لهم أن يهديهم، ويلهمهم رشدهم؛ فإن هذا السلوك الحسن معهم سيؤدي إلى تصحيح تصورهم عن المتدينين، كما أنه يرغبهم في الصلاح والاستقامة، وأن يحذوا حذوك، وانظر الفتوى رقم: 15450.
كما يجب عليك أن تتوب إلى الله تعالى من سوء خلقك مع والدك، ورفع صوتك عليه؛ فإن ذلك من عقوق الوالدين، وهو من كبائر الذنوب، واعلم أن برّك بوالديك -حتى لو كانا ظالمين لك- دليل على استقامتك، وأن تمسكك بالدين حقيقة، وليس ادعاء، وانظر الفتوى رقم: 50556.
والأصل أن الوالد أحرص على كل ما فيه مصلحة الولد من الولد نفسه.
والله أعلم.