الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن البيع من العقود اللازمة، فإذا تم بشروطه، وأركانه، لزم البائعَ تسليمُ المبيع، ولزم المشتري دفعُ الثمن مؤجلا، أو معجلا كله، أو بعضه حسب الاتفاق مع البائع. وعجز المدين عن السداد غير مبيح للبائع أن يزيد عليه في الثمن، وإن حصل ذلك، فتلك الزيادة محرمة على البائع، ولا يحلها له كونها تمت برضا المشترى، فالحرام لا يحله تراضي الطرفين عليه، وليس أمام البائع في هذه الحالة إلا أن ينظر المعسر، أو يقاضيه إن كان يرى أنه مماطل؛ قال تعالى: وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ {البقرة:280}، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لي الواجد يحل عرضه، وعقوبته» رواه ابن ماجه وحسنه الألباني.
قال علي الطنافسي: يعني عرضه شكايته، وعقوبته سجنه. اهـ.
وجاء في قرار المجمع الفقهي، في دورته السادسة ما نصه:
البند الثالث: إذا تأخر المشتري المدين في دفع الأقساط عن الموعد المحدد، فلا يجوز إلزامه أي زيادة على الدين بشرط سابق، أو بدون شرط؛ لأن ذلك رباً محرم.
البند الرابع: يحرم على المدين المليء أن يماطل في أداء ما حل من الأقساط، ومع ذلك لا يجوز شرعاً اشتراط التعويض في حالة التأخر عن الأداء. اهـ.
وعليه، فما قام به البائع من أخذ زيادة على والدك على الثمن المعلوم، لعجزه عن السداد، غير مشروع، ولا يحق له في كل الأحوال التي ذكرت، وعليه ردها إلى والدك.
وانظر لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 78879 .
والله أعلم.