الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فان الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- طلب الحديث في التاسعة من عمره، فحفظ عشرات الآلاف منه قبل أن يبلغ الحلم، وخرج إلى مكة صحبة أمه، وأخيه سنة 210هـ، وتخلف للتوسع في الحديث، فرحل إلى معظم الممالك الشرقية، فروى عن علمائها وفقهائها، وقد قال عنه ابن حجر في تقريب التهذيب: جبل الحفظ، وإمام الدنيا في فقه الحديث. اهـ
وكان يتتبع العلماء المعروفين بالعلم للرواية عنهم، كما روى اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة بإسناده عن: الحسين بن محمد الوضاح، ومكي بن خلف بن عفان، قالا: سمعنا محمد بن إسماعيل يقول: كتبت عن ألف نفر من العلماء، وزيادة ... اهـ.
وذكر الذهبي في السير عن: محمد بن أبي حاتم ـ وراق البخاري ـ أنه سمعه قبل موته بشهر يقول: كتبت عن ألف وثمانين رجلًا، ليس فيهم إلا صاحب حديث ... اهـ.
وقال السخاوي في فتح المغيث : شرط البخاري أن يخرج ما اتصل إسناده بالثقات المتقنين الملازمين لمن أخذوا عنه ملازمة طويلة سفرًا وحضرًا، وإنه قد يخرج أحيانًا ما يعتمده عن أعيان الطبقة التي تلي هذه في الإتقان، والملازمة لمن رووا عنه فلم يلزموه إلا ملازمة يسيرة. اهـ
والله أعلم.