الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فكره العبادة بمعنى بغضها ـ عياذًا بالله ـ كفر، وأما كرهها بمعنى استثقالها فهو أمر مذموم، ولكنه ليس كفرًا، قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-: فمن أبغض شريعة الرسول عليه الصلاة والسلام، أو أبغض شعيرة من شعائر الإسلام، أو أبغض أي طاعة مما يتعبد به الناس في دين الإسلام، فإنه كافر، خارج عن الدين؛ لقول الله تعالى: ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم {محمد: 9} ولا حبوط للعمل إلا بالكفر، فمن كره فرض الصلوات فهو كافر، ولو صلى، ومن كره فرض الزكاة، فهو كافر، ولو زكى، لكن من استثقلها مع عدم الكراهة، فهذا فيه خصلة من خصال النفاق، لكنه لا يكفر، وفرق بين من استثقل الشيء ومن كره الشيء. انتهى.
فهذا المسؤول عنه من كراهة القضاء إنما هو بمعنى استثقاله فيما يظهر، ومن ثم لا يكون كفرًا، ولكن على الشخص أن يجاهد نفسه حتى يحبه، فيأتي بالعبادة بطيب نفس، وانشراح صدر، ويؤدي الحق سماحة، لا كظمًا، وطواعية لا كرهًا.
والله أعلم.