الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن التصوير الفوتوغرافي لذوات الأرواح محل خلاف بين العلماء المعاصرين ، والمرجح عندنا جوازها ، وأنها ليست داخلة في التصوير المنهي عنه في النصوص ، فيجوز التصوير للذكرى ونحوه من الأغراض ، وانظري في هذا الفتوى رقم : 69284.
والتصوير بالجوال أسهل من ذلك ، وقد أجازه كثير ممن يحرم التصوير الفوتغرافي، لأنه تصوير رقمي ، لا تظهر فيه الصورة إلا عبر جهاز يظهرها ، فهي كالتصوير بالفيديو.
قال الشيخ ابن عثيمين: " والصُّور بالطُّرُقِ الحديثة قسمان: الأول: لا يَكُونُ له مَنْظَرٌ ولا مَشْهَد ولا مظهر، كما ذُكِرَ لِي عن التصوير بِأَشرطة الفيديو، فهذا لا حُكْمَ له إطلاقاً، ولا يَدْخُل في التحريم مطلقاً، ولهذا أجازه العلماء الذين يَمْنَعونَ التّصوير على الآلة الفوتوغرافية على الورق، وقالوا: إن هذا لا بأس به ...القسم الثاني: التصوير الثابت على الورق ... " انتهى من "الشرح الممتع" (2/ 197).
وسئل الشيخ الدكتور خالد المشيقح حفظه الله: أنا أقوم بتصوير أولادي الصغار بكاميرا الجوال للذكرى، وقد قرأت أن الصور للذكرى محرمة شرعا، فهل أقع هكذا في المحظور الشرعي حرمة التصوير؟ أم أن كاميرا الجوال لا بأس بالتصوير بها؟ وما الدليل على ذلك؟ وقد قرأت أيضا أن صور الكمبيوتر والجوال لا تعد صورة؛ لأنها محملة في الذاكرة وغير مطبوعة على ورق، فهي بذلك لا تطرد الملائكة، فهل في أثناء فتحي للصورة على جوال أو الكمبيوتر تخرج الملائكة أم لا؟ أرجو من فضيلتكم الرد بالتفصيل فهذا الموضوع شائك جدا. وجزاكم الله خيرا.
فأجاب: الصور التي على الجوال أوفي أجهزة الحاسب، أو ما يصور بالفيديو، لا تأخذ حكم الصور الفوتوغرافية، لعدم ثباتها، وبقائها، إلا أن تُخرج وتطبع. انتهى .
لكن بالنسبة للمرأة الأسلم لها أن تجتنب التصوير من جهة أخرى ؛ وهي أن الصورة عرضة للنشر، وأن تقع في يد من لا يحل له النظر ، إما بضياع الجهاز أو بيعه أو اختراقه أو غير ذلك ، وحين ذلك قد يحدث ضرر بليغ بالمرأة وأهلها ، فالأسلم للمرأة أن تجتنب تصوير نفسها بعدا عن هذه المفسدة المخوفة ، لكن هذا كله لا يقتضي تحريم تصوير المرأة لنفسها في جوالها ، فالأصل أنه مباح ما دامت لن تُطلِع عليه من لا يحل له النظر .
وراجعي للفائدة الفتوى رقم : 217843 .
والله أعلم.