مخاطر العلاقة بين الجنسين عبر مواقع التواصل

5-2-2014 | إسلام ويب

السؤال:
ما حكم اشتراك الرجال والنساء في إدارة صفحات فيسبوك حتى لو كانت دينية، مع العلم أنه لابد من الكلام بينهم بين الفينة والأخرى بداعي تنسيق أمور الصفحة؟ وما حكم أن يهدي رجل أجنبي لامرأة وردة على فيسبوك أو أي صورة أخرى؟ وما حكم أن يظهر رجل أو امرأة اهتمامه بالآخر على فيسبوك عن طريق نشر صوره من حساب الثاني؟ وما حكم أن تكلم المرأة المسلمة المتزوجة رجالا أجانب ينادونها بالأم بحيث تصل العلاقة بينهم إلى حد يتكلمون في كل أمور حياتهم ويتمازحون وتخاف عليه مثل ولدها وهو يقول لها أحبك يا أمي؟ وما حكم من يقول إن هذا لا عيب فيه، وأن الله تعالى لم يحرمه؟ وما حكم أن لا يقبل الرجل المسلم بعد تذكيره بالله أن يبتعد عن الأخت المسلمة ويترك الحديث معها ويترك تتبعها؟ وما حكم من ينضم لصفحات الأغاني والصفحات التي فيها صور نساء وصفحات الأجانب خصوصا الكافرين ويسجل إعجابه بها؟ وما حكم أن يضيف الرجل المسلم أو المرأة في قائمته أصدقاء من الجنس الآخر بحجة أنه ينشر الدين بينهم؟ وما حكم من يتخذ اسم بنت وهو رجل لكي يدخل في صفوف النساء؟ وما حكم من يتبادل صور قلوب صغيرة حمراء مع غير محارمه؟ وهل توجد ضرورة شرعية تبيح للمرأة والرجل الكلام مع غير المحارم بحجة أنه كلام بريء لا ضرر فيه؟ وما حكم أن يتبادل النساء والرجال عبارات صباح الخير والنور والعسل والمودة وما إليها من غير المحارم في الصفحات والحسابات؟ وما حكم من يكره أهله الذين يرفضون التوبة عن منكرات الفيسبوك؟ وما حكم من يدعي أن إنكار الأمور التي سبقت تشدد؟.وشكرا.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فحصول الفتنة بسبب العلاقة بين الرجل والمرأة الأجنبيين أمر لا يخفى، وقد ثبت في السنة النبوية التحذير البليغ من هذه الفتنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء. رواه البخاري ومسلم.

وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: اتقوا الدنيا، واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء. رواه مسلم.

ولعظم هذه الفتنة قدمها القرآن على بقية الشهوات، فقال تعالى: زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ {آل عمران: 14}.

قال ابن كثير: بدأ بالنساء، لأن الفتنة بهن أشد. اهـ.

وقال أبو حيان: بدأ بالنساء لأنهنّ حبائل الشيطان وأقرب وأكثر امتزاجاً: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء، ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم منكنّ. اهـ.

وينبغي أن يكون لهذا البيان أثر فاعل في ضبط علاقة الرجل بالمرأة، فيكون الأصل هو الفصل بين الجنسين، ولا ينتقل عنه إلا في حدود الحاجة، وفي سياج من الضوابط الشرعية كالبعد عن الخضوع بالقول، وتجنب الخلوة والاختلاط المريب والتحلي بالحياء وغض البصر ونحو ذلك الآداب المرعية، وإذا تبين ذلك تبين حكم المنع من جملة ما جاء في السؤال من: اشتراك الرجال مع النساء في إدارة صفحات الفيسبوك، وتبادل الصور وألفاظ المودة، والتهادي بينهم بصور رمزية، والخوض في كلام خاص، والتقارب الذي تزول معه الحواجز!! وينبغي لمن نصح بذلك أن يتقبل النصح ويحمله على وجه الشفقة ومحبة الخير من الناصح، فإن ذلك ليس من التشدد والتنطع، وإنما هو من مراعاة الشريعة لطبيعة ميل كلا الجنسين إلى الآخر بالجبلة، وما يجره ذلك من أسباب الفتن والوقوع في ما حرم الله تعالى، خطوة خطوة وليس دفعة واحدة، وقد سبق لنا بيان ذلك فراجع الفتوى: 181035 للأهمية.

وأما الانضمام لصفحات الأغاني: ففيه مع مضرة سماع الأغاني: مفسدة تشجيعها وتكثير سواد العصاة، وفي ذلك بلاء عظيم وإثم مبين، وراجع الفتوى: 9848.

وراجع للفائدة عما سبق الفتويين التاليتين: 212341، 172829.

وأما كره الأهل الذين يرفضون التوبة عن منكرات الفيسبوك أو غيرها من المنكرات، فراجع فيه الفتويين التاليتين: 24718،  119062.

والله أعلم.

www.islamweb.net