الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأيام التي أفطرتها هي دَيْن لله يجب قضاؤها، فإذا لم تعلمي قدرها، وجب عليك التحري حتى تتيقني، أو يغلب على ظنك أنك قضيت عامة الأيام، والتحري في حقك سهل؛ لأن لك عادة مطردة في آخر الشهر الهجري، يمكن فاحسبي هذه الأيام، ثم اطرحي منها يومين، كما ذكرت في سؤالك استمرار الدم إلى يومين بعد رمضان, مثلاً لو أن العادة 8 أيام -2 يوم = 6 أيام, ثم اجمعي إليها اليوم الذي أفطرته أول الشهر، واقضي الجميع، وراجعي الفتوى: 180653, فإن تأخرت إلى أن دخل بعده رمضان أو رمضانات، وجب عليك فدية، وهي إطعام مد بر, أو نصف صاع من غيره، ونصف الصاع من الأرز = 1400 جرامًا تقريبًا.
قال البهوتي في الروض المربع: (فإن فعل) أي: أخره بلا عذر حرم عليه، وحينئذ (فعليه مع القضاء إطعام مسكين لكل يوم) ما يجزئ في كفارة، رواه سعيد بإسناد جيد عن ابن عباس, والدارقطني بإسناد صحيح عن أبي هريرة، وإن كان لعذر فلا شيء عليه.
وذكر في باب كفارة اليمين: أنها مد بر (قمح)، أو نصف صاع من غيره. وراجعي الفتوى: 163065.
والله أعلم.