الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ريب في أن المخلوقات مسبحة لله عز وجل عابدة له، كما دلت عليه الأدلة الكثيرة، وقد ذكرنا بعضها في الفتوى رقم: 104030.
لكن سب دين المخلوقات ليس حكمه حكم سب دين المسلم، فسب دين المخلوقات ليس كفرا إذا لم يقصد به قائله سب دين الله تعالى، وقد سئل الشيخ عبد الله بن جبرين: عن رجل يكتب على ورقة، وفي أثناء الكتابة أخطأ في بعض الكلمات، فانزعج كثيراً من ذلك، ومن شدة غضبه سبَّ دين وسماء القلم والورقة، فهل يعتبر سِباب دين القلم، أو الورقة، أو الحجر، أو الشجر أو الكرسي، أو الكأس، أو.... إلخ من هذه الأشياء، هل يعتبر كفراً؟ فأجاب: لا شك أن هذا السب حرام، ولو قيل إِن القلم والورقة لا يدينان بالدين الذي هو العبادات، لكن معلوم أن الدين واحد، وأن الله تعالى هو الذي سخر هذه الأقلام والأدوات ويسر استعمالها، فيخاف أن السب يرجع إلى الله تعالى، فعليه التوبة والاستغفار، وعدم العودة إلى مثل هذا. اهـ.
وانظر الفتوى رقم: 53862.
وعدم التكفير بسب دين الكائنات لا ينفي عبوديتها لله وتسبيحها له.
والله أعلم.