الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن أعظم نعم الله على العبد أن يشعر بالذل والانكسار له سبحانه، فإن الذل له سبحانه هو كمال العز، وفي الانكسار له سبحانه غاية الجبر، قال ابن القيم رحمه الله: السُّجُودَ لِلَّهِ يَقَعُ مِنَ الْمَخْلُوقَاتِ كُلِّهَا عُلْوِيِّهَا وَسُفْلِيِّهَا، والسَّاجِدَ أَذَلُّ مَا يَكُونُ لِرَبِّهِ وَأَخْضَعُ لَهُ، وَذَلِكَ أَشْرَفُ حَالَاتِ الْعَبْدِ، فَلِهَذَا كَانَ أَقْرَبَ مَا يَكُونُ مِنْ رَبِّهِ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ، والسُّجُودَ هُوَ سِرُّ الْعُبُودِيَّةِ، فَإِنَّ الْعُبُودِيَّةَ هِيَ الذُّلُّ وَالْخُضُوعُ، يُقَالُ: طَرِيقٌ مُعَبَّدٌ، أَيْ ذَلَّلَتْهُ الْأَقْدَامُ وَوَطَّأَتْهُ، وَأَذَلُّ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ وَأَخْضَعُ إِذَا كَانَ سَاجِدًا. انتهى.
فاحرص على استحضار هذه المعاني العظيمة، وأن تبالغ في التذلل والخضوع لربك تبارك وتعالى، ولا تسترسل مع الوساوس، ولا تكترث لنزغات الشيطان، واحذر الكبر ودواعيه، فإن الله تعالى لا يحب المستكبرين، واحمد الله على نعمته كلما شعرت بالذل والانكسار له سبحانه.
والله أعلم.