الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعليك أن تجاهدي نفسك للتخلص من الوساوس، فإنه لا علاج للوسوسة أمثل من الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها؛ وانظري الفتوى رقم: 51601.
ولا يلزمك قضاء شيء من الأيام التي تشكين في وصول الماء إلى حلقك في أثنائها، ولا تسترسلي مع هذه الوساوس بقضاء هذه الأيام ولو على جهة الاحتياط؛ لأن ذلك يفتح عليك باب شر عظيم، بل اقضي الأيام التي تتيقنين من فطرها بسبب الحيض, ولا تزيدي على ذلك.
ثم إنه لو قدر وصول شيء من الماء إلى حلقك عن غير قصد منك، فإن هذا لا يفسد الصوم.
وكذلك لا ينبغي لك أن تغتسلي ما لم تتيقني يقينًا جازمًا تستطيعين أن تحلفي عليه أنه قد خرج منك المني الموجب للغسل، فإياك أن تقضي شيئًا من هذه الصلوات، أو أن تستجيبي للوسوسة فتقضي الصيام بلا موجب.
وأما قضاء الصوم حيث وجب فإنه لا يلزم على الفور, ولا متواليًا، بل يجوز تفريقه في العام بحيث لا يدخل رمضان التالي إلا وقد قضى الشخص ما عليه من أيام.
والله أعلم.