الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يحل لمسلم أن يأتي من يخبر بالسارق؛ لأن الذين يدعون كشف السراق يعدون من الكهان والعرافين الذين يحرم سؤالهم وتصديقهم، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس منا من تطيَّر أو تُطير له، أو تكهن أو تُكهَّن له، أو سحر أو سُحر له. رواه المنذري وإسناده جيد. وقال صلى الله عليه وسلم: من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد. رواه أحمد والحاكم.
وقال صلى الله عليه وسلم: من أتى عرافاً فسأله عن شيء، لم تقبل له صلاة أربعين ليلة. رواه مسلم.
فالواجب البعد عن ذلك كله، ولا تتهموا الولد ولا غيره من دون بينة، أو قرينة؛ فإن الله تعالى يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ {الحجرات:12}. والأصل في المسلم البراءة من الذنوب والمخالفات حتى يتبين خلاف ذلك، ولا يجوز اتهام الابن بالسرقة لمجرد الشك؛ لأن اتهامه بغير بينة نيل من عرضه، وهذا محرم، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كل المسلم على المسلم حرام دمه، وماله، وعرضه. رواه مسلم.
ولا يجوز أيضا دخول غرفته الخاصة به بغير إذنه؛ لأن ذلك يدخل في التجسس المنهي عنه بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ولا تجسسوا. متفق عليه.
وجاء في تفسير التجسس ما ذكره النووي بقوله: ... التَّفْتِيش عَنْ بَوَاطِن الْأُمُور .... طَلَب مَعْرِفَة الْأَخْبَارالْغَائِبَة وَالْأَحْوَال. اهـ.
وننصحكم في علاج هذه المشكلة ان تلتجئوا إلى مفرج الكروب، ومزيل الهموم سبحانه، فبالدعاء يفرج الله ما بكم، ويعوضكم خيرا مما فقدتم. ومن الأدعية النافعة المستجابة دعاء ذي النون فقد روى أحمد والترمذي وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: دعوة ذي النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لا يدعو بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب له.
ومنها: حسبي الله ونعم الوكيل ـ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:.. عليك بالكيس، فإذا غلبك أمر فقل: حسبي الله ونعم الوكيل. رواه أبو داود وغيره.
ومنها الدعاء بالاسم الأعظم، فقد روى الترمذي وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله، لا إله إلا أنت، الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، فقال: والذي نفسي بيده، لقد سأل الله باسمه الأعظم، الذي إذا دُعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى. صححه الألباني.
وروى أحمد وغيره عن ابن مسعود- رضي الله تعالى عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك وابن عبدك، وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو علمته أحدا من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجا قال: فقيل: يا رسول، ألا نتعلمها؟ فقال: بلى، ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها.
والله أعلم.