الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن العلاقة بين الزوجين قائمة على العشرة بالمعروف، وعلى الإحسان المتبادل؛ قال سبحانه: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء:19}. والإساءة إلى الزوجة ليست من شيم الأخيار. ففي سنن أبي داود عن إياس بن عبد الله بن أبي ذباب، قال النبي صلى الله عليه وسلم: لقد طاف بآل محمد نساء كثير يشكون أزواجهن، ليس أولئك بخياركم. صححه الألباني. والزوج مسؤول عن زوجته وتعامله معها، كما جاء في الحديث: والرجل راع في بيته، وهو مسؤول عن رعيته. متفق عليه.
وتحري الزوج إغضاب زوجته ليتوصل بذلك إلى الإساءة إليها، صنيع مرذول، ورفع الزوجة صوتها على الزوج يعالج بوعظها وتذكيرها.
قال النووي: فَلِتَعَدِّي الْمَرْأَةِ ثَلاثُ مَرَاتِبَ: إِحْدَاهَا: أَنْ يُوجَدَ مِنْهَا أَمَارَاتُ النُّشُوزِ قَوْلا أَوْ فِعْلا، بِأَنْ تُجِيبَهُ بِكَلامٍ خَشِنٍ بَعْدَ أَنْ كَانَ لَيِّنًا، أَوْ يَجِدَ مِنْهَا إِعْرَاضًا وَعُبُوسًا بَعْدَ طَلاقَةٍ وَلُطْفٍ، فَفِي هَذِهِ الْمَرْتَبَةِ، يَعِظُهَا وَلا يَضْرِبُهَا، وَلا يَهْجُرُهَا .اهـ.
ونوصيك أن تتدثري بالصبر على ما يبدر من زوجك؛ فإن النصر مع الصبر، وادرئي إساءته بإحسان عشرته؛ فإن الإحسان يصير العدو وليا؛ قال تعالى: وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ {فصلت:34}. وعليك أن تبتعدي عن الغضب ما استطعت، وأن تلزمي التوجيهات النبوية لمن اعتراه الغضب، كالاستعاذة بالله من الشيطان، وكالوضوء، وناصحي زوجك وذكريه بما أوجب الله عليه من حق، واجأري إلى الله بالمسألة أن يحسن أخلاق زوجك، وأن يعطفه عليك.
والله أعلم.