الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس من حُكْم لله تعالى أو تشريع في هذا الدين إلا وله حكمة، علمها من علمها، وجهلها من جهلها، كما قال ابن القيم في إعلام الموقعين: لَيْسَ فِي الشَّرِيعَةِ حُكْمٌ وَاحِدٌ إلَّا وَلَهُ مَعْنًى وَحِكْمَةٌ، يَعْقِلُهُ مَنْ عَقَلَهُ، وَيَخْفَى عَلَى مَنْ خَفِيَ عَلَيْهِ. اهـ
ولعل من الحكم التي من أجلها شرع الذكر بعد الصلوات جبر ما وقع فيها من التقصير، وعدم الخشوع. فكان أول الأذكار بعدها مباشرة الاستغفار.
جاء في شرح سنن النسائي للسندي ما معناه: الاستغفار هنا يعتبر تحقيراً لعمله، وتعظيماً لجناب ربه، وكذلك ينبغي أن يكون حال العابد، فينبغي أن يلاحظ عظمة جلال ربه، وحقارة نفسه وعمله لربه، فيزداد تضرعاً واستغفاراً.. ولهذا كان الاستغفار مطلوبًا حتى بعد أداء العبادات والفرائض، ومن ذلك الاستغفار بعد الحج كما قال الله تعالى: ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ. البقرة :199.
ولم تظهر لنا علاقة بين عدد الأذكار بعد الصلاة، وبين عدد أسماء الله الحسنى، ولم نقف على من تطرق لذلك من أهل العلم.
والله أعلم.