الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما تعرضت له من فشل في مجال الخطبة والزواج بعد دخولك إلى هذه المدرسة، أمر مقدّر، والابتلاء سنة من سنن الله تعالى في خلقه، والأمور تجري بقضاء وقدر، ولا ينبغي لك الربط بين هذا وذك؛ لأن ذلك تطير وتشاؤم، بل ينبغي أن تطرحي وسواس ذلك والتفكر فيه جانبا، وتتزودي بزاد من التوكل والاعتصام بحول الله.
يقول العلامة ابن عثيمين- رحمه الله- في القول المفيد: فالطيرة محرمة، وهي منافية للتوحيد كما سبق، والمتطير لا يخلو من حالين:
الأول: أن يحجم ويستجيب لهذه الطيرة ويدع العمل، وهذا من أعظم التطير والتشاؤم.
الثاني: أن يمضي لكن في قلق وهم وغم يخشى من تأثير هذا المتطير به، وهذا أهون. وكلا الأمرين نقص في التوحيد، وضرر على العبيد. اهـ.
وراجعي الفتوى رقم: 14326 والفتوى رقم: 47247 .
أما عن ترك هذه المدرسة، فإذا كانت نفسك لا تنشرح للبقاء فيها، فلا بأس في تركها - دون نسبة ما جرى إليها كما بينا - لكن ليكن ذلك بعد الاستشارة مع الاستخارة، والنظر بعين المصحلة.
والله أعلم.