الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فشكر الله لك حرصك على مناصحة تلك الفتاة، وعليك أن تذكريها بخطر ما هي مقيمة عليه من التهاون في أمر الصلاة, وتبيني لها أن العلماء متفقون على أن ترك الصلاة الواحدة شر من الزنا والسرقة وشرب الخمر وقتل النفس, وأن بعض العلماء ذهب إلى كفر من يترك الصلاة - والعياذ بالله - ولتنظر الفتوى رقم: 130853.
وعليها إن أرادت أن تتغلب على شيطانها أن تستحضر عظمة الله تعالى, واطلاعه على مثاقيل الذر من عملها, وأن تكثر الفكرة في الموت وما بعده, وأن تعلم أن الأجل إذا جاء لا يؤخر, فلتخش أن يدركها أجلها وهي على هذه الحال فتبوء بخسارة الدنيا والآخرة - عياذًا بالله -.
وعليها أن تصاحب الصالحات, وتترك مصاحبة ضدهن ممن لا يعنها على طاعة الله، ولتجتهد في الدعاء, واجتهدي أنت أيضًا في الدعاء لها بالهداية, معينة لها بما تيسر من مطويات وأشرطة وفتاوى تنفعها - بإذن الله -.
وأما أمر قضاء الصلاة الفائتة فمختلف فيه على ما بيناه في الفتوى رقم: 128781.
ونحن وإن كنا نفتي بالقضاء إلا أنه لا مانع من تأجيل إخبارها به حتى تنتظم في الصلاة إذا علمت أن ذلك قد يثبطها عن التوبة والاستقامة.
وأما تكليمها هذا الشاب الأجنبي عبر النت فلا يجوز، وهو باب عظيم من أبواب الفتنة والشر، فعليها أن تتقي الله تعالى, وأن تقلع عن هذا الفعل، وأن تعلم أن الله مطلع عليها, يراها وهي على هذه الحال؛ فلتستحي منه سبحانه أن يراها على ما يكره، ولتعلم أن مجاهدة النفس وكفها عما تهوى هو سبيل نيل رضا الله وجنته، قال تعالى: وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى {النازعات:40-41}، وهي إن جاهدت نفسها على ترك هذه المعاصي بإخلاص وصدق فسيعينها الله تعالى, ويوفقها كما قال عز وجل: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا {العنكبوت:69} - نسأل الله أن يرزقنا وإياها توبة نصوحًا -.
والله أعلم.