الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد اختلفت عبارات المفسرين في المراد بالذي عنده علم من الكتاب، في قوله تعالى: قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ [النمل:40].
وأكثر المفسرين على أنه رجل صالح من بني إسرائيل اسمه آصف بن برخيا، وهذا القول منقول عن ابن عباس -رضي الله عنهما-.
وأما العلم الذي آتاه الله، فجمهور المفسرين على أنه اسم الله الأعظم الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب، وقد كان ذلك من باب إكرام الله لأوليائه.. كما ذكره القرطبي.
ولا شك في كونه عبداً ربانياً، إذ أن الرباني هو صاحب العلم والحكمة، كما ورد عن جمع من السلف في قوله تعالى: وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ [آل عمران:79]. قالوا: ربانيين أي حكماء علماء.
والله أعلم.