الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فننصحك بالبعد عن الوسوسة في هذا الأمر، وأن تصرف ذهنك عنها كلما جاءك الشيطان بهذه الوساوس.
وأما هذه العبارات التي تبسمت منها: فلا تحصل بها ردة, وكراهيتك للاستهزاء وخوفك دليل على إيمانك ـ إن شاء الله ـ وأما من ارتد فقد بطل وضوءه فإذا رجع إلى الإسلام وأراد الصلاة ونحوها توضأ، وقد اختلف في الكافر إذا أسلم والمرتد إذا رجع للدين هل يلزمه الاغتسال أم لا؟ كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 76190.
ولا شك أن هناك فرقا بين المتعمد للاستهزاء وبين من صدرت منه كلمة لم يكن يعنيها، فلو تكلم المسلم فأخطأ في كلامه بدون قصد منه، بل سبق على لسانه ذلك الكلام فلا إثم عليه، فقد قال الله تعالى في محكم كتابه: وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ {الأحزاب:5}.
وجاء في حديث أنس بن مالك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه، فأيس منها، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس من راحلته فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها، ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح. صحيح مسلم.
والله أعلم.