الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فكل هذه الوساوس التي يلقيها الشيطان في قلبك لا علاج لها إلا الإعراض عنها وألا تلتفت إلى شيء منها، وأما حفظ القرآن فإياك إياك أن تشك فيه فإنه أمر مقطوع به، وقد تكفل الله بحفظه؛ كما قال: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ {الحجر:9}.
ولم يقل أحد البتة إن هذا الحفظ إنما هو للنبي صلى الله عليه وسلم لا لأمته، ولو قرأت خبر جمع القرآن في عهد الصديق ثم في عهد عثمان ـ رضي الله عنهما ـ لتبين لك قطعا أن هذا القرآن محفوظ بحفظ الله له لم يطرأ عليه أي تبديل أو تحريف أو زيادة أو نقصان، والحمد لله رب العالمين.
وأما أحاديث الصحيحين: فجمهورها يفيد العلم، فهو مقطوع بثبوته لما احتف به من القرائن، وانظر الفتوى رقم: 193765.
فدع عنك هذه الوساوس وتلك الأفكار الشيطانية، وما كان من الخبر ظني الثبوت فأنت متعبد بالعمل به، ولهم خلاف مشهور في الاحتجاج بالآحاد في العقائد، والصواب أن كل ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو حجة في العقائد وغيرها، وما دام هذا هو ما تعبدك الله به فلم الوسوسة وأنت فاعل ما أمرت به، والله لا يكلف نفسا إلا وسعها؟ فنحن ننصحك بمجاهدة نفسك وعدم الاسترسال مع هذه الوساوس، لئلا يفضي ذلك بك إلى ما هو أعظم من هذا، نسأل الله لك العافية.
والله أعلم.