الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالله تعالى إنما يعبد بما شرعه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، ومن أحدث في الدين ما ليس منه فهو رد، ومن ثم فلا يجوز التعبد لله بالأحزاب المبتدعة, واتخاذها وردًا ثابتًا يضاهى به المأثور الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإذا اشتملت هذه الأحزاب على عبارات غير مفهومة كان تحريم التعبد لله بها أشد تأكدًا لاحتمال أن تتضمن هذه الكلمات غير المفهومة معنى محرمًا، وكذا إذا اشتملت على شيء مما ينكر في الشرع، وقد سُئِل ابن تيمية - رحمه الله تعالى - عمَّن يقول: يا أرزان، يا كيان, هل صح أن هذه أسماء وردت بها السنة أم يحرم قولها؟ فأجاب: الحمد لله: لم ينقل هذا عن الصحابة أحدٌ لا بإسناد صحيح، ولا بإسناد ضعيف، ولا سلف الأُمة، ولا أئمتها، وهذه الألفاظ لا معنى لها في كلام العرب؛ فكل اسمٍ مجهول ليس لأحد أن يرقي به، فضلًا عن أن يدعو به، ولو عرف معناها وأنه صحيح؛ لكره أن يدعو الله بغير الأسماء العربية. انتهى.
فالواجب تجنب التعبد بهذا الحزب المبتدع ونحوه من الأحزاب التي لم تؤثر عن المعصوم صلى الله عليه وسلم، قال الشيخ ابن حجر آل بطامي في تطهير الجنان: اعلموا أن كثيرًا من صلواتهم وأدعيتهم وأذكارهم وأحزابهم - مما ابتدعه بعض المقلدين المتعصبين، أو المتصوفة الجاهلين - أنها من البدع والضلالات التي ما أنزل الله بها من سلطان، مثل الذكر بالاسم المفرد: (الله الله، أو: هو هو), ومثل حلق المريدين - اجتماعهم في حلقات - على غير سنة النبي صلى الله عليه وسلم يتمايلون فيها ويرقصون ويرددون مثل هذه الأذكار, وكصلاة الرغائب, ومثل حزب البحر, وأمثاله. انتهى.
والخير كل الخير, والبركة كل البركة في لزوم الثابت المأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم, فأحسن الهدي هديه صلوات الله عليه.
والله أعلم.