الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أتيت هذه الفتاة من قبل مخالفتها حدود الله تعالى حيث خرجت وتلك الفتاة مع هذا الشاب وهو أجنبي عنها ثم مكنته من الانفراد بها في السيارة، وهذا نوع من الخلوة المحرمة، كما بينا بالفتوى رقم: 19705.
فلا يبعد أن تكون هذه عقوبة من رب العالمين على ذلك، فقد قال سبحانه: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ {الشورى:30}.
فهي التي جنت على نفسها، فالواجب عليها أن تتوب إلى الله توبة نصوحا، ولا شك في أن ما أقدم عليه هذا الشاب منكر يستحق عليه التعزير والتأديب، ولكن ليس لكل أحد أن يقوم بذلك، وإنما هو من شأن الجهات المسؤولة لئلا تسود الفوضى، فإن شاءت هذه الفتاة أن ترفع الأمر إلى تلك الجهات فلها ذلك، وانظر الفتوى رقم: 187215.
ولا يجوز لهذه الفتاة أن تكلم هذا الشاب الذي كان يريد خطبتها أو أي أجنبي آخر إلا لحاجة، فالمحادثة بين الأجنبيين باب إلى الفتنة وطريق إلى الفساد يجب الحذر منه، كما بينا بالفتوى رقم: 30792.
وإن كانت في حاجة إلى مقابلة طبيبة نفسية فلا حرج عليها في ذلك، ولكن تخبرها بالقدر الذي يتحقق به المقصود دون الدخول في التفاصيل، لأنها يجب عليها أن تستر على نفسها ما أمكنها ذلك، وراجع الفتوى رقم: 182589.
والله أعلم.