الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أن حصول المودة والتفاهم بين الزوجين يحتاج إلى الصبر, وإلى التجاوز عن بعض الأخطاء, والتغاضي عن الزلات والهفوات, والنظر إلى الجوانب الطيبة في أخلاق الطرف الآخر، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لاَ يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِىَ مِنْهَا آخَرَ. رواه مسلم, قال النووي - رحمه الله -: أَيْ: يَنْبَغِي أَنْ لَا يُبْغِضَهَا؛ لِأَنَّهُ إِنْ وَجَدَ فِيهَا خُلُقًا يُكْرَهُ وَجَدَ فِيهَا خُلُقًا مَرْضِيًّا, بِأَنْ تَكُونَ شَرِسَةَ الْخُلُقِ لَكِنَّهَا دَيِّنَةٌ أَوْ جَمِيلَةٌ أَوْ عَفِيفَةٌ أَوْ رَفِيقَةٌ بِهِ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ. اهـ
فالذي ننصحك به أن ترجع زوجتك لبيتك, وتتفاهم معها, وتعاشرها بالمعروف, وإذا بدت منها علامات النشوز فلتسلك معها الوسائل المشروعة لإصلاح الزوجة, وهي: الوعظ, والهجر في المضجع, والضرب غير المبرح، وما دامت أمها تفسدها عليك فمن حقك أن تمنع زوجتك من زيارة أمها, بل وتمنع أمها من زيارتها، قال المرداوي: لا يملك الزوج منع أبويها من زيارتها على الصحيح من المذهب ........قلت : الصواب في ذلك: إن عرف بقرائن الحال: أنه يحدث بزيارتهما أو أحدهما له ضرر، فله المنع ، وإلا فلا.
فإن لم تفد معها وسائل الإصلاح, أو بقيت في بيت أهلها, وأبت الرجوع إلى بيتك، فننصحك أن توسط بعض العقلاء الصالحين من الأهل - أو غيرهم - ليصلحوا بينكما، وإلا فالطلاق آخر الحلول.
والله أعلم.