الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يحبك كما أحببتنا فيه, وجزاك الله خيرًا على حرصك على السؤال عن أمور دينك, وبهذا أمر تعالى حيث قال: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {النحل:43}، قال القرطبي - رحمه الله -: فرض العامي الذي لا يشتغل باستنباط الأحكام من أصولها - لعدم أهليته - فيما لا يعلمه من أمر دينه ويحتاج إليه أن يقصد أعلم من في زمانه وبلده, فيسأله عن نازلته, فيمتثل فيها فتواه؛ لقوله تعالى: فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ {النحل : 43}، وعليه الاجتهاد في أعلم أهل وقته بالبحث عنه؛ حتى يقع عليه الاتفاق من الأكثر من الناس. اهـ.
وأما السؤال المذموم فهو السؤال تعنتًا, أو السؤال عما ليس من ورائه كبير فائدة, ونحو ذلك، وانظر الفتوى رقم: 63261 - 59938.
وقد سبق لنا جواب مفصل, وفيه كثير من التوجيهات النافعة بخصوص كيفية التعامل مع الأهل الشاكين في دينهم والمفرطين فيه, وذلك بالفتوى رقم: 102922.
ونضيف هنا فنقول: لا يلزم في النصح أن يكون من طريق مباشر، فيمكن أن تستخدم بعض الوسائل غير المباشرة، ومن ذلك الاستعانة ببعض الفضلاء والعقلاء ممن ترجو أن يقبل أهلك قوله، أو تشغيل محاضرات لبعض الدعاة المؤثرين عسى أن يسمع منهم من يسمع فينتفع بذلك, كما أن حسن التعامل معهم، والحرص على أن تكون قدوة صالحة لهم مما يعينك في إصلاحهم
وأخيرًا: ننبه على أنك ذكرت عن أمك أنها مرتدة, وهو أمر خطير ليس بالهين, فالحكم بالكفر على أي شخص لا يجوز, إلا إذا توفرت شروط التكفير فيه, وانتفت موانعه, وأقيمت عليه الحجة.
وعلى أي حال: فقد ذكرنا في الفتوى الأخيرة التي أحلناك عليها حقيقة الردة، وراجع لمزيد فائدة الفتوى رقم: 4132، والفتوى رقم: 32695، ونسأل الله لك التوفيق والسداد وتحقيق ما تصبو إليه.
والله أعلم.