الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن من أعظم ما ابتليت به الأمة في هذه الأيام تصنيف المسلمين على أساس مسميات معينة, قد لا يرتضي أصحابها التسمي بها، والأدهى والأمر عقد الولاء والبراء على هذا التصنيف، فشغلت الأمة وشبابها خاصة، بل وطلبة العلم على وجه أخص بهذا، فشغلوا بأنفسهم عن أعدائهم، بل وكان في ذلك خدمة كبيرة لهؤلاء الأعداء.
وموقعنا ليس معنيًا بالحكم على الأشخاص والجماعات الإسلامية، ولكننا نوصي بوصية عامة جامعة، كان السلف يوصون بها دائمًا، وهي "إن الحق لا يُعرف بالرجال، اعرف الحق تعرف أهله"، أورد هذه العبارة كثير من العلماء، منهم ابن مفلح في الآداب الشرعية نقلًا عن ابن الجوزي في كتابه السر المكتوم، والذي رواه بدوره عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، وراجعي فتوانا رقم: 23342، فقد بينا فيها بعض الضوابط حينما سئلنا عن جماعة العدل والإحسان، وراجعي أيضا الفتاوى المحال عليها فيها.
وإننا نربأ بالعاملين في الحقل الدعوي من الانشغال بمثل هذا التصنيف، وليتقِ الله كل عالم أو داعية يربي شبابه بمثل هذه التربية السيئة التي لا تجدي نفعًا، وليكن بينهم ثلاثة أمور:
الأول: التعاون على المتفق عليه بينهم.
الثاني: التناصح فيما كانت فيه مخالفة بينة للشرع.
الثالث: أن يعذر بعضهم بعضًا فيما كان فيه مساغ للاجتهاد.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى, وأخذ بالنواصي إلى البر والتقوى.
والله أعلم.