الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم سبب لتفريج الهموم، وقضاء الحوائج كلها، وقد قال صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب لما قال له: أجعل لك صلاتي كلها؟: ( إذا تكفى همك، ويغفر لك ذنبك ) وهو حديث حسن، رواه الترمذي وغيره.
وقد ألف العلماء الأسفار المسفرة في فضائل الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم ومزاياها، ولكننا لم نجد ما يدل على خصوصية تيسير الزواج بها دون غيره من الحوائج، ولعل الشيخ الذي أفتاك إنما أراد هذا.
وعلى هذا فإن الإكثار من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم لغرض تيسير الزواج لا شك داخل في عموم الحوائج، إلا أن تحديد ذلك بعدد معين، أوقدر معين، تخصيص فيما لم يرد الشرع فيه بالتخصيص، وهو من البدع الإضافية التي ينبغي اجتنابها والبعد عنها ما أمكن.
وأما عن صيغتها: فلا شك أن كل لفظ لا يتضمن مخالفا مجزئ، وخيرها ما صح من الصلاة الإبراهيمية المعروفة، إلا أن الصيغة التي ذكرت: ( اللهم صل وسلم عليك يا رسول الله ) ينبغي العدول عنها لعدم سلامة تركيبها اللغوي ولفساد معناها.
وأما عن التركيز: فإن حضور القلب في الذكر عموما، أعظم أجرا، وأبلغ أثرا من الذكر بمجرد اللسان، ولكن الذاكر بلسانه فقط دون استشعار المعنى له أجر إن شاء الله تعالى، وإن كان أجره أقل من أجر من ذكر بقلبه ولسانه معا.
والله أعلم.