الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالسجود مطلوب على الأعضاء السبعة امتثالاً لقوله صلى الله عليه وسلم: أمرت أن أسجد على سبعة أعظم: على الجبهة ـ وأشار بيده إلى أنفه ـ واليدين والركبتين وأطراف القدمين. متفق عليه، واللفظ للبخاري.
وجمهور أهل العلم على أن السجود على هذه الأعضاء مستحب وليس بواجب خلافا للحنابلة، كما تقدم في الفتوى رقم: 106012.
ومن سجد على أصبع واحدة من قدمه فإنه يكون قد امتثل الأمر بالسجود على الأعضاء السبعة، ففي مطالب أولى النهى للرحيباني: ويجزئ بعض كل عضو في السجود عليه، لأنه لم يقيد في الحديث في الكل. انتهى.
وفي البحر الرائق لابن نجيم الحنفي: ويكفيه وضع أصبع واحدة، فلو لم يضع الأصابع ورفع ظهر القدم، فإنه لايجوز. انتهى
وعلى هذا، فإن صلاتك صحيحة حتى عند القائلين بوجوب السجود على الأعضاء السبعة.. كما تصح صلاتك أيضا إذا وضعت جزءا من ركبتك على حديدة أو غيرها أثناء السجود فإنه لا يجب أن تباشر الأرض بركبتيك، جاء في كشاف القناع ممزوجا بمتن الإقناع للبهوتي الحنبلي: ولا يجب عليه ـ أي: الساجد ـ مباشرة المصلى بشيء منها أي: من الأعضاء المذكورة حتى الجبهة، أما سقوط المباشرة بالقدمين والركبتين فإجماع، لصلاته صلى الله عليه وسلم في النعلين والخفين، رواه ابن ماجه من حديث ابن مسعود. انتهى.
والله أعلم.