الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ريب في أن الله تعالى علم ما هو كائن أزلا وقدره على عباده وكتبه قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وقد أخبر الصادق المصدوق أن الملك حين ينفخ الروح في العبد وهو في بطن أمه يؤمر بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد، ومن جملة هذا الرزق أمر الزواج فهو مقدر أزلا قبل خلق الخلق.
وأما أنه يكون مكتوبا على خد الطفل حين يولد أو على غير خده فكلام لا أصل له، بل هو من خزعبلات العامة وخرافاتهم، قال شيخ الإسلام رحمه الله: وَأما مَا رُوِيَ: إِنَّه مَكْتُوب على كل فرج ناكحه ـ فَلَيْسَ صَحِيحا أَيْضا وَلَيْسَ هُوَ من جنس كَلَام النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، لَكِن لَا ريب أَن الله تَعَالَى كتب كل مَا يفعل الْعباد قبل أَن يفعلوه فَذَلِك عِنْده، وَقد ثَبت أَن الله يَأْمر الْملك فَيكْتب على العَبْد كل مَا يَفْعَله قبل أن ينْفخ فِيهِ الرّوح. انتهى.
والله أعلم.