الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم هداك الله لأرشد أمرك أنه كلما كثرت الفتن فجد العبد في مقاومتها وسعى في الثبات على الحق كان ذلك أعظم لأجره وأكبر لمثوبته، فعليك أن توطن نفسك على الصبر على طاعة الله والصبر عن معصية الله ولو صدقت في مجاهدة نفسك في التمسك بالدين والاستقامة على الشرع فإن الله سيعينك ولا بد، قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا{العنكبوت:69}.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: احفظ الله يحفظك.
ونحن نوصيك بالإكثار من ذكر الله تعالى ودعائه واللجأ إليه والاعتصام به فإنه لا هادي لمن أضله الله ولا مضل لمن هداه الله، وابتعد ما أمكنك عن مشاهدة ما لا تحل مشاهدته والنظر إليه وغض بصرك، فإن هذا أهون من معالجة آثار إطلاق البصر، ومن أهم ما يعينك على الثبات على الاستقامة البحث عن الرفقة الصالحة ومصادقة الأخيار المستقيمين على الشرع فإن المرء على دين خليله، كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم، وستكون ـ إن شاء الله ـ كما كنت وخيرا مما كنت متى استعنت بالله وحرصت على فعل أوامره وترك نواهيه وجاهدت نفسك في مرضاته تعالى، ولبيان بعض ما يعينك على التخلص من العادة السرية انظر الفتاوى التالية أرقامها: 7170، 171417، 165189، 149519.
والله أعلم.