الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم نقف على تحديد عدد المسلمين قبل الهجرة لكنه كان قليلا بالمقارنة مع عددهم بعد الهجرة ودخول الأنصار وغيرهم في الإسلام، وسبب قلتهم في مكة بعد الهجرة وزيادتهم بالمدينة واضح؛ حيث إن مكة وإن كانت هي دار مبعث النبي صلى الله عليه وسلم، فإن كفار قريش كانوا يضايقون المسلمين ويفتنونهم عن دينهم حتى اضطر بعضهم للهجرة إلى الحبشة ثم إلى المدينة، بخلاف المدينة بعد إسلام الأنصار وهجرته صلى الله عليه وسلم إليها فقد أصبحت بذلك دار الإسلام والهجرة فأمن المسلمون، وعزوا وتوافد الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم للدخول في دين الله تعالى، ففي مختصر السيرة للشيخ محمد بن عبد الوهاب: فلما أسلم الأنصار أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان بمكة من المسلمين بالهجرة إلى المدينة، فهاجروا إليها، وأعزهم الله تعالى بعد تلك الذلة، فهو قوله تعالى: وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ {الأنفال:26}
والله أعلم.