الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فكونك مخولا بتشغيل من تراه مناسبا لا يبيح لك تولية من تشاء إن كان غير صالح للعمل أوعزل من هو صالح له لغير عذر يقتضي ذلك، بل الواجب هو أن تعمل وفق المصلحة فحسب ولا تعين إلا من يصلح للعمل ويؤديه على أحسن وجه وأتمه لا لأجل محاباة العامل والعطف عليه فحسب لكبر سنه أوكثرة عياله مثلا فأنت مجرد وكيل عن المدير في تلك الأعمال، والوكالة مبناها على الأمانة والحفظ، ولا يجوز للوكيل التصرف فيها إلا بما فيه مصلحة الموكل، وبناء عليه فلا يجوز لك عزل الصغار إن كانوا أصحاب كفاءة من أجل تولية من هو دونهم كفاءة ولو كانوا سيجدون عملا آخر ومن تريد توليته يعسر عليه إيجاد عمل آخرما لم تستأذن في ذلك من مالك الشركة بأن تبين له الأمر فإن قبله فلا حرج عليك وإلا فلا، قال ابن قدامة في المغني: ولا يملك الوكيل من التصرف إلا ما يقتضيه إذن موكله، من جهة النطق، أو من جهة العرف، لأن تصرفه بالإذن، فاختص بما أذن فيه. اهـ.
وإذنه لك بتولية من تشاء وعزل من تشاء إنما يقتضي أن تعمل وفق مصلحة العمل فتولي الأكفاء بناء على نظرك وتعزل من لا يصلح فحسب، أما ما فيه محاباة وليس لأجل مصلحة العمل فلا يجوز دون نص من مالك الشركة.
والله أعلم.