الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فكلام الرجل مع امرأة أجنبية عليه جائز إذا كان للحاجة ومع مراعاة الضوابط الشرعية من عدم الخلوة أو اللين في الكلام ونحو ذلك مما هو ذريعة إلى الفتنة، ويمكن مطالعة الفتوى رقم: 47908.
وصوت المرأة ليس بعورة، وسبق لنا بيان ذلك بالفتوى رقم: 56650.
والخضوع في القول المنهي عنه هو ترقيق الصوت وترخيمه ـ كما هو موضح بالفتوى المذكورة ـ ولكن محادثة الأجنبية الشابة خاصة قد لا يسلم صاحبه في الغالب، ولهذا منع من منع من العلماء تعزية الشابة خاصة، وسبق لنا نقل كلامهم في ذلك بالفتويين رقم: 120135، ورقم: 58784.
وذكر العلماء مثل هذا في التشميت ورد السلام، فإذا كان هذا في مثل هذه الأمورالمهمة فكيف بغيرها، فيجب على كل أجنبي عنها بمن فيهم زوجك الحذر من محادثتها، كما عليها أن تتقي الله تعالى وتكف عن محادثتهم لغير حاجة شرعية وأن تسد على نفسها وعليهم أبواب الفتنة، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {النور:21}.
وينبغي نصحهم ونصحها بالحكمة والموعظة الحسنة.
والله أعلم.