الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:
فليس مجرد الركوب رضا بالصليب ولا مما يكفر فاعله، ولا يقع الكفر أيضا بتركك ورقة لم تدر ما فيها، لأن الردة هي شرح الصدر للكفر، كما قال الله تعالى: مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ. { النحل:106}.
ومن دخل في الإيمان بيقين لا يخرج منه إلا بيقين، وقد ذكر أهل العلم أيضا أن من فعل ما يحتمل الردة وغيرها لا يكفر بذلك، كما قال علي القاري في شرح الشفا: قال علماؤنا، إذا وجد تسعة وتسعون وجها تشير إلى تكفير مسلم ووجه واحد إلى إبقائه على إسلامه فينبغي للمفتى والقاضي أن يعملا بذلك الوجه، وهو مستفاد من قوله عليه السلام: ادرءوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم، فإن وجدتم للمسلم مخرجا فخلوا سبيله، فإن الإمام لأن يخطئ في العفو خير له من أن يخطئ في العقوبة. رواه الترمذي والحاكم. اهـ.
فلعل ما ذكرنا لك يفيدك في علاجك من هذه الداء الوبيل، ونسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية. وأعنا على نفسك بالإعراض عن الوساوس مطلقا.
والله أعلم.