الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يفرج كربك ويهيئ لك من أمرك رشدا، ثم اعلمي وفقك الله أنه يجب عليك أن تضعي الأمور في نصابها وتسميها بأسمائها دون غلو أو جفاء، وقد يكون ما بأهلك جهل بالحق لا معاداة للدين ومحاربة له، وعلى كل فعليك أن تتمسكي بما أنت عليه من الحق، ولا يصرفنك عنه ما تجدينه من المعوقات، بل علامة الالتزام الصادق أن يعض المرء على دينه بالنواجذ ويتمسك به كل التمسك مهما كثرت الصعاب وعظمت العقبات، فهو كالقابض على الجمر، يحتمل كل شيء في ذات الله عالما أن نجاته لا تحصل إلا بهذا، واستعيني على هذا بالصالحات ممن حولك فكوني بينهن والزمي صحبتهن فإن فيها خيرا عظيما، واجتهدي في الدعاء لنفسك أن يثبتك الله ولأهلك أن يهديهم الله وأخلصي في ذلك فإن الهدى هدى الله، وكرري نصح أهلك باللين والرفق واذكري لهم نصوص الشرع فيما تستنكرينه عليهم وبيني لهم أن أحدا لا يحمل وزر أحد يوم القيامة وأن كل نفس بما كسبت رهينة، ولا تفتري في أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر فإنك إن قصرت في دعوتهم للحق دعوك هم إلى ما هم عليه، وإن لم تؤثرى فيهم بما معك من الهدى تأثرت بما عندهم من الضلال، وإن تيسر لك زوج صالح فإن هذا يكون من نعم الله تعالى عليك، وإلى أن يتيسر هذا فلا تملي ولا تفتري عن الأخذ بأسباب الاستقامة فإن تمسك العبد بدينه هو سبيل صلاحه في دنياه وأخراه، كما قال جل اسمه: من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون {النحل:97}.
والله أعلم.