الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن من الواضح أن السائل مصاب بالوسواس في النطق بالتكبير في الصلاة، وقد بينا مراراً أن الوسوسة ليس لها علاج أمثل من الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، وأن لا يعيرها الموسوس أي اهتمام، فإن الاسترسال معها يفتح على العبد أبواب الشر ويفسد عليه دينه ودنياه، ولينظر لذلك الفتويين رقم: 51601، ورقم: 134196.
وعليه، فالذي ننصحه به هو أن يعرض عن هذه الوساوس، فإذا كبر للإحرام أو الانتقال جهرا أو سرا فليكبر التكبير المعتاد، سواء كان في حالة عطش أم لا، فإن خيل إليه أنه لم يأت بالتكبيرعلى الوجه الصحيح فليعرض عن ذلك ولا يعده مهما وسوس إليه الشيطان أن تكبيره لم يقع صحيحاً أو أنه أخطأ فيه، بل يرد كيده في نحره بالإعراض عن وساوسه، ويقول له بلسان الحال كذبت يا عدو الله، متى كنت ناصحا أو حريصا على إصلاح عبادة المسلم؟ ولا يشرع له سجود السهو هنا، لعدم وجود سبب له، ففي فتاوى نور على الدرب للشيخ عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله تعالى: فالحاصل أن المؤمن والمؤمنة إذا ابتليا بهذا الشيء فعليهما أن يجتهدا في سؤال الله العافية من ذلك، وأن يتعوذا بالله من الشيطان كثيرا، وأن يحرصا على مكافحته فلا يطاوعانه لا في الصلاة ولا في غيرها، فإذا توضأ يجزم أنه توضأ ولا يعيد الوضوء، وإذا صلى يجزم أنه صلى ولا يعيد الصلاة، وإذا كبر يجزم أنه كبر ولا يعيد التكبير مخالفة لعدو الله ومحاربة له. انتهى.
وحيث إن السائل كان يسجد قبل السلام للسهو فالظاهرأن ذلك غير مبطل لصلاته، لأنه فعله جاهلا فيما يبدو، ولينظرللفائدة الفتويين رقم: 120774، 108854.
والله أعلم.