الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن صيام رمضان ركن من أركان الإسلام العظام، قال صلى الله عليه وسلم: بني الإسلام على خمس " وذكر " وصوم رمضان " وإفطار يوم من رمضان لغير عذر كبيرة من كبائر الذنوب، و أعظم من ذلك ترك صيام شهر رمضان كاملا نعوذ بالله من سخطه.
قال الإمام الذهبي في الكبائر: وَعِنْدَ الْمُؤْمِنِينَ مُقَرَّرٌ أَنَّ مَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ وَالصَّوْمَ أَنَّهُ شَرٌّ مِنْ الزَّانِي وَمُدْمِنِ الْخَمْرِ، بَلْ يَشُكُّونَ فِي إسْلَامِهِ وَيَظُنُّونَ بِهِ الزَّنْدَقَةَ وَالْإِلْحَادَ .. اهـ.
فعلى من وقع في ذلك أن يتوب إلى الله تعالى بالندم والعزم الصادق على عدم الإفطار مستقبلا بغير عذر شرعي، وعليه المبادرة بقضاء أيام الشهر كاملة، وإن كان أفطر بعض الأيام أو كلها بالجماع وجب عليه مع القضاء عن كل يوم كفارة مستقلة وهي عتق رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا. وراجع الفتوى رقم: 141009.
أما إن كان فطره بأكل أو شرب أو نحوهما فالراجح أنه لا تلزمه الكفارة وإنما تجب عليه التوبة والاستغفار، وقضاء ذلك اليوم فقط. وإن أخر القضاء إلى ما بعد دخول رمضان من العام التالي وجبت عليه كفارة التأخير. وراجع لزاما الفتوى رقم: 53020.
والله أعلم.