الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالكافر إذا أسلم غفر الله له ما كان سلف منه من الكفر فضلا عن المعاصي التي هي دونه كالربا وغيره، قال تعالى: وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70). [الفرقان: 68-69-70].
فعلم من الآيات أن عقد الربا الذي أجراه زوجك قبل إسلامه مغفور له، أما مسألة استمراره في دفع الفوائد الربوية بعد إسلامه فإذا كان يقدر على الكف عنها فيلزمه، وإن كان ذلك خارجا عن قدرته فلا تثريب عليه، وإن مات على حاله هذه فلا يؤاخذ لأن الله تعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها، وقد قال سبحانه: فاتقوا الله ما استطعتم.
واعلمي أنه لا يحاسب إلا على أصل الدين فقط، فإن اجتهد في سداده ثم مات قبل ذلك فإن الله تعالى عفو غفور، ولا تبعة عليه في ذلك، وراجعي الفتوى رقم: 27939
والله أعلم.