الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنشكرك على غيرتك على دينك وحرصك على صلاح زوجك، ونسأل الله تعالى أن يلهمه رشده وأن يقيه شر نفسه وسيء عمله إنه سميع قريب.
وما ذكرت عن زوجك من أنه أحيانا يتكاسل ولا يصلي إن كان المقصود به التفريط في صلاة الفريضة فلا شك في أن هذا إثم كبير، وراجعي الفتوى رقم: 1195 ففيها بيان خطورة التهاون في الصلاة. وهو في هذه الحالة مذنب بالتقصير. وأما إن كان المقصود تفريطه فيما ذكرت من تركه صلاة التراويح والتهجد، فهو غير مذنب بهذا، لأن هذه صلاة مستحبة غير واجبة، ولكن قد فاته بذلك خير عظيم.
وعلى كل حال ينبغي أن تحرصي على بذل النصح له بلطف ولين وبحكمة وموعظة حسنة، فذلك أدعى لأن تثمر النصيحة ثمرتها الطيبة وأرجى لأن يستجيب ويقبل النصح. وتكرار النصح مطلوب ولكن مع الإحسان في ذلك فيختار الوقت المناسب له ويتحرى الحال الذي يرجى معه القبول، والأصل في الدعوة إلى الله تعالى مراعاة الرفق ففي حديث عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الرفق ما كان في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه. رواه مسلم.
وليس في مجرد كثرة إلحاحك عليه ذنب، ولكن إن خشيت أن يترتب على النصح عكس مقصود الشرع منه فينبغي لك اجتنابه؛ بل قد يتعين عليك ترك النصيحة في هذه الحالة. وللفائدة راجعي الفتوى رقم: 119075.
والله أعلم.