الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يخفى أن الوطء في الدبر محرم وكبيرة من الكبائر، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 34015.
وقد سبق أن بينا جواب بعض الشبهات التي يثيرها من يريد أن يهون من هذا الفعل المنكر، وانظري في ذلك الفتوى رقم: 118150.
ولا يجوز لك طاعة زوجك إذا أراد وطئك في الدبر، وإنما تجب عليك طاعته في الاستمتاع المباح، فالطاعة لا تكون إلا في المعروف، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، أما ما غلبك عليه قهرا فلا حرج عليك ما دمت مكرهة، لكن عليك أن تنصحيه وتبيني له حكم الشرع ولا تمكنيه من ذلك ولو اقتضى الأمر رفعه للقاضي وطلب الطلاق، فإن طلب الطلاق حينئذ مشروع، بل ذهب بعض العلماء إلى أن الزوجين لو توافقا على الوطء في الدبر وجب التفريق بينهما، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ومن وطئ امرأته في دبرها وجب أن يعاقبا على ذلك عقوبة تزجرهما، فإن علم أنهما لا ينزجران فإنه يجب التفريق بينهما. اهـ
والله أعلم.