الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ارتكبت عظيما من الفعل، وذلك أن سب الله تعالى كفر بلا ريب، وكون هذا تكرر منك دليل على استهانتك بهذا الأمر واستخفافك به، ولكن باب التوبة مفتوح لا يغلق في وجه أحد، فمهما تكرر منك هذا الذنب العظيم الذي لو مت من غير توبة منه كنت من أصحاب النار الخالدين فيها أبدا، فإنك لو تبت توبة نصوحا مستوفية لشروطها تقبل الله عز وجل توبتك ومحا عثرتك.
يقول شيخ الإسلام رحمه الله: والفقهاء إذا تنازعوا في قبول توبة من تكررت ردته أو قبول توبة الزنديق فذاك إنما هو في الحكم الظاهر؛ لأنه لا يوثق بتوبته، أما إذا قدر أنه أخلص التوبة لله في الباطن فإنه يدخل في قوله: يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم. ونحن حقيقة قولنا إن التائب لا يعذب لا في الدنيا ولا في الآخرة. انتهى.
فأخلص توبتك واصدق فيها، واجعلها توبة نصوحا مستوفية لجميع شروطها، وأكثر من الاستغفار وفعل الحسنات الماحية، فإن الحسنات يذهبن السيئات، واجتهد في الإكثار من النوافل، واعتصم بالله تعالى في أن يثبتك على الحق، فلا تقع في هذا الفعل الشنيع مرة أخرى.
والله أعلم.