الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد كان عليك أيها الأخ أن تتجنب الركوب مع مثل هؤلاء ومصاحبتهم إن كنت تعلم حالهم، كما أنه كان عليك أن توقف السائق عند ما رأيت منه تهورا لتنزل عنه إن أمكن ذلك، لوجوب المحافظة على النفس، وحيث إنك لم تفعل وتماديت معهم وقدر الله وما شاء فعل، فنرجو من الله سبحانه وتعالى لك ولإخوانك الأحياء منهم ومن مات العفو والمغفرة، ولاشيء عليك فيما يتعلق بالذين قضوا في الحادث، لأنك غير متسبب فيما حصل ولا مباشر ولكن عليك الحذر من مصاحبة مثل هؤلاء مستقبلا تجنبا لأصدقاء السوء، وكل ما جرى كان بقضاء الله وقدره فلتصبر ولتحتسب الأجرعند الله، وما حصل لك فيه كفارة لذنوبك ـ إن شاء الله تعالى ـ فكل ما يصيب المؤمن من المصائب والبلايا يؤجر عليه إن صبر واحتسب، فلتحذر من التسخط والإحباط ولتحمد الله تعالى على سلامة نفسك، ففي الصحيحين: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كان له بها أجر.
وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: عجبا لأمرالمؤمن! إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلاللمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له.
وللفائدة يرجى الاطلاع على الفتويين رقم: 100887، ورقم: 113570
وليكن هذا الحادث بداية توبة لك من جميع المعاصي والمخالفات السابقة من تأخير الصلاة عن وقتها والاشتغال عنها بما يؤدي لتأخيرها، ولمزيد من الفائدة تراجع الفتويان رقم: 36607ورقم: 12491.
والله أعلم.