الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما أعظم ما اقترفته من الجناية وارتكبته من الإثم، والواجب عليك أن تخبر أولياء المقتول وهم ورثته سواك بما فعلته ثم لهم الحق بعد ذلك في إحدى ثلاث خصال، إما أن يقتلوك، وإما أن يرضوا بالدية، وإما أن يعفوا عنك، فإن عفوا عنك فاجتهد في التوبة والاستغفار، وأكثر من الاستغفار لأبيك والدعاء له عوض ما حصل منك، ولا تبرأ ذمتك ولا تصح توبتك إلا بتسليم نفسك لأولياء المقتول، ولا يحل لك أن تأخذ من تركته شيئا فإنه لا يرث القاتل شيئا، كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وفي لزوم الكفارة لك مع هذا قولان لأهل العلم والكفارة هي عتق رقبة، فإن عجزت فصيام شهرين متتابعين توبة من الله، ولا تستعظمن ما ذكرنا ولا تستوعرن سبيل التوبة فإنه والله أيسر من أن تسكت على هذا وتلقى الله بهذا الذنب العظيم، وفضيحة الدنيا أهون من خزي الآخرة، وراجع الفتوى رقم: 123366، وما أحيل عليه فيها.
والله أعلم.