الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:
فإن كان ما ذكرت عن زوجك هو الواقع، فإنه مسيء بإثارة المشاكل معك ومعاملته السيئة لك وتقصيره في حقوقك، فيجب على كل من الزوجين أن يؤدي للآخر حقوقه عليه لتستقر الحياة بينهما، ويتحقق مقصود الشرع بحصول الاستقرار النفسي في الأسرة المسلمة. وراجعي حقوق الزوجين بالفتوى رقم: 27662.
ومن حقوق الزوجة على زوجها أن ينفق عليها ولو كانت غنية، فإعانة الزوجة زوجها في أمر النفقة، أو قيامها بها لا يلزمها ولو كانت غنية، وإنما هو من التبرع والإحسان، فينبغي لزوجها أن يحفظ لها هذا الجميل فيقابل الإحسان بالإحسان، فهذا من شأن الكرام، وأما مقابلة الإحسان بالإساءة فمن شأن اللئام.
وعلى كل حال فإننا نوصيك بالصبر عليه والدعاء له بالصلاح عسى الله أن يستجيب فيصلحه فيزول الإشكال، وإن احتجت إلى انتداب بعض من يناصحه ممن له وجاهة عنده فافعلي.
وأما الطلاق: فمن حق الزوجة المتضررة من زوجها أن تطلب منه الطلاق، ولكن قد لا تكون المصلحة في الطلاق دائما، ومن هنا فلا تلجئي إليه حتى تتبيني الأمر وتستشيري العقلاء والثقات للنظر فيما إن كان هو الأصلح لك أم لا، وننبه إلى أن التبني محرم، فلا يجوز لكما نسبة هذا الطفل إليكما، وليس هو بابن لكما حقيقة، وأما كفالته ورعايته وإحسان تربيته: فمن أجل الأعمال وأفضل القربات، كما أوضحنا بالفتوى رقم: 60528.
والله أعلم.