الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فجمهور العلماء على أن العيوب التي يجب بيانها قبل الزواج والتي تثبت حق الفسخ هي العيوب التي يتعذر معها الوطء، أو الأمراض المنفرة، أو المعدية، كالبرص والجذام ونحو ذلك، وانظري التفصيل في الفتوى رقم: 53843.
ولا يثبت للزوج خيار الفسخ بوجود هذا المرض غير المعدي، قال الماوردي فأما البهق: فتغير لون الجلد، ولا يذهب بدمه ويزول، ولا تنفر منه النفوس، فلا خيار فيه .
وعلى كل حال، فإن الزوج إذا علم بالعيب ورضي به فلا حق له في الفسخ بسببه، لكن ننبهك إلى أن هذا الرجل إذا كان لا يصلي فهو على خطر عظيم فلا شك أن الصلاة أعظم أمور الدين بعد الإيمان بالله، وتركها جحوداً يخرج من الملة، وتركها تكاسلاً قد عده بعض العلماء كفراً مخرجاً من الملة، أما الخاطب فله أن يرجع عن الخطبة ولو لغير مبرر فأحرى إذا وجد لذلك مبرراً من مرض المخطوبة، أو نقص في جمالها، أو صحتها، لكن إن اختار المضي في الخطبة فله ذلك ولا خيار له بعد العقد، لكن الذي ننصح به السائلة هو أن تجتهدي في نصح هذا الرجل، فإن استقام وحافظ على الصلاة وإلا فلا ننصحك بقبوله، فإنه لا خير فيمن تهاون بصلاته والعبرة في قبول الخاطب بحاله عند الخطبة وليس بما يرجى أن يكون عليه في المستقبل، فالمستقبل علمه عند الله والهداية أمرها بيده.
والله أعلم.