الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فقد أحسنت بالتوبة من الربا والانتقال إلى البنوك الإسلامية. كما أحسنت بدعائك لله ليفرج همك ويقضي دينك . لكن من آداب الدعاء عدم الاستعجال للاستجابة لما رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يستجاب للعبد .. ما لم يستعجل" قيل: يا رسول الله ما الاستعجال؟ قال: يقول: قد دعوت، وقد دعوت، فلم أر يستجاب لي، فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء" ومن آداب الدعاء كذلك أن يدعو العبد ربه وهو موقن بأن الله تعالى سيستجيب دعاءه، فإن ذلك مما يجعل الدعاء أسمع وأرجى للقبول. روى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة. إسناده حسن. والمقصود باليقين حسن الظن بالله تعالى. ومن ذلك أيضا: أكل الحلال، وترك المعاصي لأن الحرام وفعل السيئات كل ذلك من موانع استجابة الدعاء، فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم كما عند مسلم: الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك؟ وينبغي استحضار أسماء الله عز وجل وصفاته التي تناسب هذا المقام، كالجواد والكريم والرحمن والرحيم، ونحوها. واستحضار سعة الله وكرمه وعظيم عطائه ومننه.. بدراسة قصص الأنبياء والمرسلين، والمؤمنين الصالحين في دعائهم لربهم، واستجابته لدعائهم. وكون الإنسان على حالة من إتيان المعروف واجتناب المنكر، ورعاية شروط الدعاء كحضور القلب، وترصد الأزمنة الشريفة، والأمكنة الفاضلة، واغتنام الأحوال المناسبة، كالسجود والثلث الأخير من الليل ونحوها. ولمزيد من الفائدة في ما يتعلق بشروط قبول الدعاء تراجع الفتوى رقم: 11571، والفتوى رقم: 9081. ومهما طال انتظارك فاعلم أن فرج الله قريب، وإذا دعوت كانت لك واحدة من ثلاث كما أخبر بذلك الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم. 1/ أن يعطيك الله ما سألته. 2/ أن يدفع عنك من الشر والبلاء مقابل ما طلبت من الخير. 3/ أن يدخر الله لك أجر الدعاء حسنات يوم القيامة. فأكثر من الدعاء وانظر الفتوى رقم: 152279. والله أعلم.