الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان زوجك فعلا ينظر إلى النساء، ويشاهد مقاطع الفيديو المحرمة ويصادق بعض الفتيات على الأنترنت فهو بذلك قد أتى جملة من المنكرات، فلا يجوز له شرعا فعل شيء من ذلك، ونصيحتنا لك أن تصبري عليه وتكثري من الدعاء له بالتوبة والهداية وأن تناصحيه برفق ولين، وذكريه بأنه لا ينبغي له أن يرضى لنساء الآخرين ما يأباه لأهله، وأن المعاصي قد تكون سببا في ورود المصائب على الإنسان في نفسه وأهله وماله، لأن الله تعالى قال: وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ {الشورى:30}.
فلعله بهذا يتوب ويرجع إلى رشده، وننبهك هنا إلى الحذر من اتهامه بشيء معيب بمجرد الشكوك، ولاسيما الوقوع في الفاحشة، والحذر من أن تؤدي بك هذه الشكوك إلى التجسس عليه، فالأصل في المسلم السلامة، والتجسس محرم، وانظري الفتويين رقم: 19659، ورقم: 45258.
وينبغي أن تكون المحاورة بينك وبينه السبيل للحل ما أمكن، ولا ينبغي لك طلب تدخل أهلك وأهله في شأنكما إلا إذا تطلب الأمر ذلك، لأن خروج المشكلة عن إطار الزوجين قد يكون سببا في تعقيدها، وأما طلب الطلاق فالأصل أنه لا يجوز، ولكن إذا كنت متضررة بالبقاء معه على هذا الحال فيحق لك طلب الطلاق للضرر، وراجعي الفتوى رقم: 37112.
وإذا ثبت أنه يمارس الفاحشة ولم يتب من ذلك ففراقه أولى، فلا خير لك في البقاء مع زوج زان، وانظري الفتوى رقم: 26233.
وننبه إلى أن نفقة الزوجة واجبة على زوجها ولو كانت غنية، ولو ساعدته في ذلك بشيء من مالها بطيب نفس منها فذلك أمر حسن تؤجر عليه، وراجعي الفتوى رقم: 19180.
والله أعلم.