الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ورد عن بعض الفقهاء أنه كان يدعو بين الإقامة والتكبير، قال الماوردي في الإنصاف: ليس بعد الإقامة وقبل التكبير دعاء مسنون نص عليه، وعنه أنه كان يدعو بينهما ويرفع يديه. انتهى.
أما المداومة على ذلك بطريقة جماعية فلم يرد في السنة فيما نعلم دليل على مشروعيتها، فلم يرد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو جماعة بين الإقامة والتكبير، وقد قال عليه الصلاة والسلام: من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد. رواه مسلم موصولاً والبخاري تعليقاً. وعندهما من حديث عائشة مرفوعاً: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو رد.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: الإقامة ليس بعدها دعاء، وإنما يشرع الإمام بالصلاة بعد انتهاء الإقامة، وبعد أن يسوي الصفوف بنفسه أو بنائبه، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يكبر للصلاة حتى تستوي الصفوف، حتى أنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يجوب الصف من أوله إلى آخره يمسح بالمناكب والصدور، يقول: استووا، ولما كثر الناس في زمن عمر وعثمان صار الخليفة يوكل رجالاً يجوبون الصفوف يتفقدونها بعد الإقامة، فإذا جاءوا وقالوا: إن الصفوف على ما ينبغي كبروا للصلاة، وليس بعد الإقامة دعاء. انتهى.
فالدعاء الذي يفعله إمامكم ليس من السنة، والمداومة عليه تلحقه بدائرة البدع، فينبغي نصح ذلك الإمام برفق ولين.
والله أعلم.