الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمسائل الخصومات وقضايا المنازعات لا بد من عرضها على المحاكم الشرعية، أو ما يقوم مقامها، أو مشافهة أهل العلم بها ليسمعوا من طرفي النزاع، ويتبينوا من كل الحجج والبراهين.
أما الفتوى فقد لا تفيد فيها الكثير، ولذلك فقد أجبناك عن حكم هذه المسألة أكثر من مرة، لكن ذلك لم يقطع النزاع، وعليه فننصح برفع القضية إلى المحكمة للنظر فيها والحكم بما تراه، ولكن للفائدة نقول بما أنك قد توجهت إلى دار الإفتاء، وأفتوك بما ذكرت من أن الشقة ملكا لك، فهم أدرى بما يقولون. وأما مجرد تسجيلها في الأوراق الرسمية باسمهم أو باسم غيرهم فلا اعتبار له، ولا يغير من حقيقة الأمر شيئا، وإن كان يعطيهم حق ادعائها وتملكها لدى الدوائر القانونية، فليتقوا الله تعالى وليعلموا أن حكم الحاكم لا يغير شيئا من حقيقة الواقع، كما قال صلى الله عليه وسلم: "إنكم تختصمون إلي، ولعل بعضكم ألحن بحجته من بعض، فمن قضيت له بحق أخيه شيئا بقوله، فإنما أقطع له قطعة من النار، فلا يأخذها". رواه البخاري.
فحكم القاضي إنما يكون بحسب الظاهر، وما يفهم من حجج الخصوم وبيناتهم، فلا عذر فيه أمام الله لمن يعلم أن الأمر في الباطن بخلاف ما حكم له به.
والله أعلم.