الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه لا يجوز عند كتابة شيء من القرآن أن يحذف جزء من الكلمة الواحدة مما كتب على أنه قرآن؛ لما في ذلك من إيهام من يرى ذلك المكتوب أن الآية بهذا الشكل، ويدل لضرورة البعد عن الحذف ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من المحافظة على هذه الحروف عند الاستشهاد بالآيات القرآنية، كما في قوله في صحيح البخاري: واقرؤوا إن شئتم: فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ.
وأما لو اقتبس الإنسان في كلام ما شيئاً من الأسلوب القرآني فلا حرج عليه في حذف حرف العطف إن كان متمكنا في علم اللغة العربية، كما قال الزركشي في البرهان: واحتج بما في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل إلى هرقل رسالة يدعوه فيها إلى الإسلام وكتب فيها قوله: سلام على من اتبع الهدى. وقد تابعه على هذا السيوطي في الحاوي، فذكر جواز الحذف فيما لم يرد به القرآن ولو أريد القرآن لتعين الإتيان بلفظه؛ إذ لا يحل لمسلم أن يزيد حرفاً في القرآن ولا ينقص حرفاً كما هو معلوم ضرورة عند المؤمنين، وذكر عدة أدلة لذلك وذكر نقولاً من كلام أهل العلم.
والله أعلم.