الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن جنة الفردوس هي أعلى الجنان كما في الحديث: إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس، فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة. رواه البخاري.
وأما عن وجود درجات في جنة الفردوس، وتعيين أعلى درجة يمكن الوصول إليها، فلم نطلع على تفصيل لذلك في نصوص الوحي، والذي ينبغي للمسلم هو أن يحرص على الطاعات ويستقيم عليها حتى يدخل الجنة مع النبيين، فقد قال الله تعالى: وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا {النساء:69}.
وأهم الأعمال المنصوص عليها هو الجهاد في سبيل الله كما في الحديث السابق، وكذا الصلاة لما في حديث مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال لربيعة بن كعب الأسلمي: سل فقال أسألك مرافقتك، قال: فاعني على نفسك بكثرة السجود. ومثل المواظبة على تلاوة القرآن بالترتيل لما في حديث السنن: يقال لصاحب القرآن اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها.
والله أعلم.