الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق أن أوضحنا في الفتوى رقم: 101962 ما ينبغي أن ينوي المصلي بالتسليمة الأولى والثانية، وذكرنا فيها أن نية السلام لا تخص من على اليمين واليسار بالنسبة للمأموم، بل يدخل فيها من وراءه وقدامه..
أما عن الجزء الثاني من السؤال فإن للتسليم من الصلاة صيغاً واردة في السنة منها الصيغة المذكورة وهي زيادة وبركاته، ولكن كثيراً من أهل العلم لم يستحبها في الصلاة؛ لأن أكثر الأحاديث على خلافها، فهذه الزيادة إذاً استحبابها محل خلاف، وعليه فلا ينبغي الإنكار على من لم يأت بها ولا على من يأتي بها أيضاً، والأمر في ذلك واسع والحمد لله، ولا نعلم أن هذه الزيادة خاصة بالملائكة. وانظر الفتوى رقم: 133964، والفتوى رقم: 137551.
أما ما أشار إليه السائل من تحصيل ثلاثين درجة بزيادة وبركاته في السلام، فهو وارد في السلام في غير الصلاة، ففي الترمذي عن عمران بن حصين: أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليكم، قال النبي صلى الله عليه وسلم عشر، ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فقال: النبي صلى الله عليه وسلم عشرون، ثم جاء آخر، فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثون. والحديث صححه الألباني.
قال في تحفة الأحوذي عند شرح هذا الحديث: قال الحافظ في الفتح: لو زاد المبتدئ ورحمة الله استحب أن يزاد وبركاته، فلو زاد وبركاته، فهل تشرع الزيادة في الرد؟ وكذا لو زاد المبتدئ على وبركاته؟ هل يشرع له ذلك أخرج مالك في الموطأ عن ابن عباس قال: انتهى السلام إلى البركة. انتهى.
والله أعلم.